مرحبا .. بك

أهلا وسهلا بالزائر الكريم ، لقد نورت المدونة بوجودك ، أتمنى لك الاستفادة وقضاء وقت ممتع في ربوع المدونة...

للبحث في المدونة

20 ديسمبر 2009

مكانة الطفولة عند الأمم

تُعتبرُ الطفولةُ عند كلِّ الشعوبِ - قديمها وحديثها - الوجهَ المشرق للحياةِ والمرحلة المفعمة بالأملِ, كما أنها تُعدُ القلبَ الذي سيبقى نابضاً دائماً بالحياة, فالطفولةُ هي تلك الروحُ الشفافةُ المتوثبةُ اليقظة التي تملأُ أرجاءَ المكانِ والكونِ بالنشاطِ والحيويةِ والحركةِ؛ لهذا كلُّه نرى أنَّ كُلَّ شعوبِ الأرضِ - بشتى ثقافاتها ومعتقداتها وسياساتها, على اختلافِ حضاراتها, قد اهتمتْ بالأطفالِ وأولتهم رعايةً خاصةً, وتأتي درجةُ هذا الاهتمامِ والرعايةِ حسب َ درجة وعي هذا الشعبِ ومستوى رُقيّه وتقدمه. لذلك كان على كُلِّ الدولِ أنْ تجعل مِنَ الأطفالِ والطفولةِ اهتمامها الأولِ ولا تقبل بأي شكلٍ من الأشكالِ أنْ تجعلَ مِنها اهتماماً يأتي في الدرجة الثانية؛ لأنَّ هذا الأمرَ -بالتأكيد - سيؤدي إلى تداعياتٍ خطيرةٍ ستظهرُ نتائِجُها فيما بعد فالدولُ التي تجعلُ منَ الطفولةِ اهتماماً ثانوياً سَتدفَعُ ثمناً باهظاً لما تَفْعَلُ, وأولُ ما ستواجهه هذه الدولُ وهذهِ الشعوبُ هو عدم قدرتها على مواكبةِ العصرِ ومتابعة تطوراته, وبالتالي ستصبحُ هذه الدولُ والمجتمعات مع مرورِ الزمنِ خارجَ التاريخِ. فإذا ما أراد أي مجتمع أنْ يجِد َلنفسه مكاناً تحت شمسِ الحياةِ الحُرَّةِ, فلا بُدُّ له أنْ يضعَ الطفولةَ في المقامِ الأولِ على سلمِ اهتماماته كي يتحقق له مستقبلٌ أنسانيٌّ حقيقيٌّ مُشرقٌ, إذ أن مقدار الاهتمامِ بالطفولةِ أصبحَ معيارَ الحضارةِ والتقدمِ والوعي بين الشعوبِ والدولِ على وجهِ الأرضِ. فقد راحتِ الدولُ والمجتمعات تُنْفِقُ أموالاً طائلةً وجهوداً عظيمةً في مجالِ الطفولةِ, وذلك كُلُّه في سبيلِ إنجاز مهمتها تجاهَ رعايةِ الأطفالِ والعنايةِ بهم, وهذا الاهتمامُ قد بدأَ منُذُ القِدَمِ وأخذَ بالتطورِ والتقدمِ شيئاً فشيئاً, وأضحى أكثرَ اتساعاً في العصرِ الحديثِ, وخاصةً بعد الثورة التقنيّة وغزارةِ المعلوماتِ وتنوعِ منابعِ المعرفةِ وتعدّدِ مناهلِها, ففي الاتحاد السوفياتي سابقاً وقف أحدُ خُبَراءِ التربيةِ والتعليمِ الكبارُ أمامَ أعضاءِ اللجنةِ المركزيةِ للحزبِ الشيوعي وصرخَ قائلاً: "لقد ألغتْ بلادُنا الألقابَ والإمتيازاتِ, ولمْ يَعُدْ لدينا أباطرةٌ وقياصرةٌ, لكنَّا نؤكدُ دائماً أنَّ في بلادِنا قيصراً واحداً سيظلُ يتمتعُ بكلِّ الامتيازِ والتقديرِ ذلك هو الطفلُ. "وفي إنكلترا بلدِ احترامِ التقاليدِ والالتزام ِبالقوانين يَبذلُ المجتمعُ أقصى الجهودِ منْ أجلِ توفيرِ أسبابِ السعادةِ والرفاهيةِ للأطفالِ, لدرجة أنَّ أحدَ العلماءِ احتج على ارتفاع أسعارِ الشكولاتة، وثارَ وحملَ على الحكومَةِ قائلاً: "قد تضطرُنَا الظروفُ لتوزيعِ الخبزِ بالبطاقاتِ, ونحنُ نَقْبلُ بذلكَ عنْ طيبِ خاطرٍ, وقد تَسَنُّ الحكومةُ بعضَ القوانين التي تَحُدُّ من حريةِ الكبارِ, ونحن نقبلُ ذلك راضين, لكنَّنا نَثورُ ونرفضُ أيَّ قيدٍ يَمسُ سعادةَ الأطفالِ ورفاهيتهم. "وفي أمريكا يُعْقَدُ مؤتمرٌ سنويٌّ يضُمُ أعلى المستوياتِ الفكريةِ والعلميةِ والفنيةِ, وهومؤتمرُ /المعنيين بالطفولة/ ولقد كان الرئيسُ الأمريكيُّ الأسبقُ (ريتشارد نيكسون) يَحْرِصُ على المشاركةِ في هذا المؤتمرِ, وأنْ يكون عُضواً فاعلاً فيه, ولهُ حديثٌ في المؤتمرِ الحادي والعشرين يقولُ فيهَ: "يَجِبُ أنْ تكون الطفولةُ هي حجرُ الأساسِ في بناءِ مُجْتمعِنَا, ويجِبُ أن تتوافرَ لكلِّ طفلٍ عندنا عزتُهُ وكرامتُهُ, وأنْ يتأكدَ احترامهُ لنفسهِ ولذاتهِ, وفي إرثنا العربي الإسلامي ثمة مواقف سابقة على كل ما ذكرنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق