مرحبا .. بك

أهلا وسهلا بالزائر الكريم ، لقد نورت المدونة بوجودك ، أتمنى لك الاستفادة وقضاء وقت ممتع في ربوع المدونة...

للبحث في المدونة

20 ديسمبر 2009

مقدمة

لا يختلف اثنان حول أهمية الطفولة, وأهمية الدور الذي ستلعبه لاحقاً في تشكيل وتكوين شخصية شباب الغد ورجال المستقبل, وهذه المرحلة العمرية المهمة تحتاج إلى عناية خاصة واهتمام بالغ؛ وذلك من أجل الإنتقال بالطفل من هذه المرحلة إلى مراحل الحياة الأخرى سليماً معافى (نفسياً وجسدياً).

تعريف الطفولة

هي الفترة العمرية التي تبدأ من لحظة الولادة وتمتد حتى يصبح هذا المخلوق بالغاً ناضجاً, وتعد هذه الفترة أطول فترة يحتاج فيها الإنسان إلى عائل يكفله ويهتم به. ووفقاً لهذا التعريف تكون مرحلة الطفولة عند الإنسان أطول منها عند الكائنات الحية الأخرى, فهي تمتد من لحظة الولادة حتى الثامنة عشر من العمر.

مراحل الطفولة

يقسم العلماء مرحلة الطفولة إلى ثلاثة مراحل هي:

1. فترةالطفولة المبكرة ,وتمتد من لحظة الولادة حتى السادسة.
2. فترة الطفولة الوسطى ,وتمتد من سن السادسة حتى الثانية عشرة.
3. فترة الطفولة المتأخرة, وتمتد من سن الثانية عشرة وحتى الثامنة عشر أو العشرين.


وكل فترة من هذه الفترات تحتاج إلى عناية خاصة ولكل منها ما يميّزها عن غيرها, ويجب أن تتوافر لكل مرحلة متطلباتها كي ينتقل الطفل من هذه الفترة إلى التي تليها بشكلٍ سليم.

مكانة الطفولة عند الأمم

تُعتبرُ الطفولةُ عند كلِّ الشعوبِ - قديمها وحديثها - الوجهَ المشرق للحياةِ والمرحلة المفعمة بالأملِ, كما أنها تُعدُ القلبَ الذي سيبقى نابضاً دائماً بالحياة, فالطفولةُ هي تلك الروحُ الشفافةُ المتوثبةُ اليقظة التي تملأُ أرجاءَ المكانِ والكونِ بالنشاطِ والحيويةِ والحركةِ؛ لهذا كلُّه نرى أنَّ كُلَّ شعوبِ الأرضِ - بشتى ثقافاتها ومعتقداتها وسياساتها, على اختلافِ حضاراتها, قد اهتمتْ بالأطفالِ وأولتهم رعايةً خاصةً, وتأتي درجةُ هذا الاهتمامِ والرعايةِ حسب َ درجة وعي هذا الشعبِ ومستوى رُقيّه وتقدمه. لذلك كان على كُلِّ الدولِ أنْ تجعل مِنَ الأطفالِ والطفولةِ اهتمامها الأولِ ولا تقبل بأي شكلٍ من الأشكالِ أنْ تجعلَ مِنها اهتماماً يأتي في الدرجة الثانية؛ لأنَّ هذا الأمرَ -بالتأكيد - سيؤدي إلى تداعياتٍ خطيرةٍ ستظهرُ نتائِجُها فيما بعد فالدولُ التي تجعلُ منَ الطفولةِ اهتماماً ثانوياً سَتدفَعُ ثمناً باهظاً لما تَفْعَلُ, وأولُ ما ستواجهه هذه الدولُ وهذهِ الشعوبُ هو عدم قدرتها على مواكبةِ العصرِ ومتابعة تطوراته, وبالتالي ستصبحُ هذه الدولُ والمجتمعات مع مرورِ الزمنِ خارجَ التاريخِ. فإذا ما أراد أي مجتمع أنْ يجِد َلنفسه مكاناً تحت شمسِ الحياةِ الحُرَّةِ, فلا بُدُّ له أنْ يضعَ الطفولةَ في المقامِ الأولِ على سلمِ اهتماماته كي يتحقق له مستقبلٌ أنسانيٌّ حقيقيٌّ مُشرقٌ, إذ أن مقدار الاهتمامِ بالطفولةِ أصبحَ معيارَ الحضارةِ والتقدمِ والوعي بين الشعوبِ والدولِ على وجهِ الأرضِ. فقد راحتِ الدولُ والمجتمعات تُنْفِقُ أموالاً طائلةً وجهوداً عظيمةً في مجالِ الطفولةِ, وذلك كُلُّه في سبيلِ إنجاز مهمتها تجاهَ رعايةِ الأطفالِ والعنايةِ بهم, وهذا الاهتمامُ قد بدأَ منُذُ القِدَمِ وأخذَ بالتطورِ والتقدمِ شيئاً فشيئاً, وأضحى أكثرَ اتساعاً في العصرِ الحديثِ, وخاصةً بعد الثورة التقنيّة وغزارةِ المعلوماتِ وتنوعِ منابعِ المعرفةِ وتعدّدِ مناهلِها, ففي الاتحاد السوفياتي سابقاً وقف أحدُ خُبَراءِ التربيةِ والتعليمِ الكبارُ أمامَ أعضاءِ اللجنةِ المركزيةِ للحزبِ الشيوعي وصرخَ قائلاً: "لقد ألغتْ بلادُنا الألقابَ والإمتيازاتِ, ولمْ يَعُدْ لدينا أباطرةٌ وقياصرةٌ, لكنَّا نؤكدُ دائماً أنَّ في بلادِنا قيصراً واحداً سيظلُ يتمتعُ بكلِّ الامتيازِ والتقديرِ ذلك هو الطفلُ. "وفي إنكلترا بلدِ احترامِ التقاليدِ والالتزام ِبالقوانين يَبذلُ المجتمعُ أقصى الجهودِ منْ أجلِ توفيرِ أسبابِ السعادةِ والرفاهيةِ للأطفالِ, لدرجة أنَّ أحدَ العلماءِ احتج على ارتفاع أسعارِ الشكولاتة، وثارَ وحملَ على الحكومَةِ قائلاً: "قد تضطرُنَا الظروفُ لتوزيعِ الخبزِ بالبطاقاتِ, ونحنُ نَقْبلُ بذلكَ عنْ طيبِ خاطرٍ, وقد تَسَنُّ الحكومةُ بعضَ القوانين التي تَحُدُّ من حريةِ الكبارِ, ونحن نقبلُ ذلك راضين, لكنَّنا نَثورُ ونرفضُ أيَّ قيدٍ يَمسُ سعادةَ الأطفالِ ورفاهيتهم. "وفي أمريكا يُعْقَدُ مؤتمرٌ سنويٌّ يضُمُ أعلى المستوياتِ الفكريةِ والعلميةِ والفنيةِ, وهومؤتمرُ /المعنيين بالطفولة/ ولقد كان الرئيسُ الأمريكيُّ الأسبقُ (ريتشارد نيكسون) يَحْرِصُ على المشاركةِ في هذا المؤتمرِ, وأنْ يكون عُضواً فاعلاً فيه, ولهُ حديثٌ في المؤتمرِ الحادي والعشرين يقولُ فيهَ: "يَجِبُ أنْ تكون الطفولةُ هي حجرُ الأساسِ في بناءِ مُجْتمعِنَا, ويجِبُ أن تتوافرَ لكلِّ طفلٍ عندنا عزتُهُ وكرامتُهُ, وأنْ يتأكدَ احترامهُ لنفسهِ ولذاتهِ, وفي إرثنا العربي الإسلامي ثمة مواقف سابقة على كل ما ذكرنا .

حقوق الطفل في الإسلام

حق الحياة
كانت بعض الأنظمة تعطي للآباء الحق في التصرف في أولادهم، والإسلام قد نزع هذا الحق فلا يستطيع الإنسان أن يقتل ابنه، أو ابنته ولا حتى الجنين، فالجنين له حق الحياة في الإسلام، لمَّا جاءت المرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-وقد زنت وقالت أنا حُبْلى من الزنا، وأقم عليَّ حدَّ الله، قال لها "اذهبي حتى تلدي، يعني إن كان لنا سبيل عليكِ فليس لنا سبيل على ما في بطنك، وبعد ذلك لما ولدت قال اذهبي حتى تفطميه", في إشارة إلى حاجة الوليد للبن أمه, انطلاقاً من قوله تعالى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) لذلك قال الفقهاء: لو أن امرأة كانت حاملاً، وارتكبت جريمة قتل عمد.. عدواناً، ووجب عليها القصاص، لا يجوز أن ينفذ فيها القصاص حتى تلد وترضع ثم ينفذ فيها. ومن أجل هذا الحق حَرَّمَ الإسلام الوأد .ومن حقوق الطفل في الإسلام- حق الرضاعة - حق النفقة - حق الرعاية- حق الملاعبة. حتى أنه يروى أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي وأطال السجود حتى ظن الصحابة الظنون، ثم بعد أن انتهى من صلاته، سألوه ما الذي حدث يا رسول الله؟ قال: لهم إن ابني قد ارتحلني فكرهتُ أن أُعجلّه. "نتبين من ذلك أنّ كل شعوبِ الأرضِ أدركتْ أينَ يكمُنُ مِفْتاحَ المستقبلِ المشرقِ, فراحتْ تَعْمَلُ جاهدةً كي تتمكَنُ من إمساكِهِ جيداً, فبعضُهَا أتْقَنَ فنَّ القبضِ على المفاتيحِ المناسبةِ بشكلٍ صحيحٍ, فأنتجَ جيلاً واعياً قادراً على إكمالِ المسيرةِ التي بدأها أسلافهُ, غيرَ أنَّ بعضَها مازال يتخبطُ, فيضعُ يدهُ على الأماكنِ الخاطئةِ, وبالتالي يفقِدُ فرصةَ فتحِ بابِ المستقبلِ بعدَ أنْ يكون قدْ أغلقَ على نفسهِ أبوابِ الحاضرِ بل والماضي في أغلبِ الأحيانِ. (ثمة من يرى في شخصية الإنسان الراشد نتاجاً جاهزا للظروف الحياتية المتعددة والمتبدلة أبداً, ولكن ما يبقى غامضاً هو العوامل والشروط الداخلية والخارجية التي أثرت في نمو الشخصية وفي كل سمة من سماتها. وهكذا يصبح بإمكان علم النفس التوصل إلى أن القدرة على العمل بتركيز الإنتباه, أو القدرة على تذكر مادة ما من خلال إدراكها, أو القدرة على التفكير لاتتوقف على خصائص الإنسان الفطرية, بقدر ماتتوقف على كيف يتعلم, وعلى مدى إنتظام حياته ودراسته ولعبه وعمله في مختلف مراحل طفولته).

مشاكل الطفولة

الكذب
يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق فى أقوالهم ووعودهم ...ولكن إذا نشأ الطفل فى بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكك فى صدق الآخرين فاغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية فى مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه ، والطفل الذى يعيش فى وسط لا يساعد فى توجيه اتجاهات الصدق والتدرب عليه ، فإنه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وإذا كان أيضا خصب الخيال... فكلا الاستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير الواهية ويدربانه على الكذب من طفولته فإن الكذب يصبح مألوفا عنده . وعلى هذا الأساس فان الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك موروث... والكذب عادة عرض ظاهرى لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء أكان طفلا أو بالغا. وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو الحساسية والعصبية أو الخوف .
وقد يلجأ بعض الآباء إلى وضع أبنائهم فى مواقف يضطرون فيها إلى الكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود... فان الطفل فى هذه المواقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو فى أمر من أموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له به .
ولكى نعالج كذب الطفل يجب دراسة كل حالة على حدة وبحث الباعث الحقيقى إلى الكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسبب خيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث .والبيت مسئول عن تعليم أولادهم الأمانة أو الخيانة. وغالبا ما يقلق الوالدين عندما يكذب طفلهم أو ابنهم المراهق.
وهناك أنواع من الكذب منها:
1- الكذب الخيالى
حيث يلجأ الأطفال الصغار (من سن 4 إلى 5 سنين) إلى اختلاق القصص وسرد حكايات كاذبة. وهذا سلوك طبيعي لأنهم يستمتعون بالحكايات واختلاق القصص من أجل المتعة لان هؤلاء الأطفال يجهلون الفرق بين الحقيقة والخيال.
2- كذب الدفاع عن النفس
وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى اختلاق بعض الأكاذيب لحماية نفسه من أجل تجنب فعل شيء معين أو إنكار مسئوليته عن حدوث أمر ما. وهنا ينبغي أن يرد الآباء على هذه الحالات الفردية للكذب بالتحدث مع صغارهم حول أهمية الصدق والأمانة والثقة.
3-الكذب الاجتماعى
وقد يكتشف بعض المراهقين أن الكذب من الممكن أن يكون مقبولا في بعض المواقف مثل عدم الإفصاح للزملاء عن الأسباب الحقيقية لقطع العلاقة بينهم لأنهم لا يريدون أن يجرحوا شعورهم. وقد يلجأ بعض المراهقين إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم بأنهم مستقلون عن والديهم (مثل كتمان أمر هروبهم من المدرسة مع أصدقائهم في أوقات الدراسة).
4-كذب المبالغة
وقد يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بين الصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة. وعادة ما يقول الأطفال أو المراهقون هذه القصص بحماس لأنهم يتلقون قدرا كبيرا من الانتباه أثناء سردهم تلك الحكايات.
وهناك البعض الآخر من الأطفال أو المراهقين ممن يكونون على قدر من المسئولية والفهم وبالرغم من ذلك يكونون عرضة للكذب المستمر... فهم يشعرون أن الكذب هو أسهل الطرق للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء. وهؤلاء عادة لا يحاولون أن يكونوا سيئين أو مؤذيين، لكن النمط المتكرر للكذب يصبح عادة سيئة لديهم.

الغيرة
الغيـرة هى العامل المشترك فى الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التى تكون مدمرة للطفل والتى قد تكون سبباً فى إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية.
والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب ... ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمع فى نفس الوقت بنموها ... فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان ، فهى حافز على التفوق ، ولكن الكثير منها يفسد الحياة ، ويصيب الشخصية بضرر بالغ ، وما السلوك العدائى والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال . ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين.... وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.
أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة ، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التى تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه ، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.
والغيرة شعور مؤلم يظهر فى حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ، أو شعور الطفل بخيبة أمل فى الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر فى الحصول على تلك الرغبات ، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.
والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب ، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب ، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التى لم يستطع هو تحقيقها . وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التى تصحب انفعال الغضب فى حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة فى الكلام.